هل تضر عشبة كف مريم الكبد؟ الحقيقة العلمية الكاملة
![]() |
هل تضر عشبة كف مريم الكبد؟ |
عشبة كف مريم (Vitex agnus-castus) تُعد من أكثر الأعشاب الطبية استخدامًا في الطب التقليدي، خصوصًا في مجالات تنظيم الهرمونات، تخفيف أعراض ما قبل الحيض، ودعم الخصوبة لدى النساء. ومع تنامي استخدامها كمكمل غذائي أو كمكون في وصفات التجميل والعناية بالصحة، بدأ بعض الناس يتساءلون:
هل عشبة كف مريم آمنة للكبد؟ وهل يمكن أن تسبب ضررًا للكبد عند الاستخدام الطويل؟
في هذا المقال سنقدم تحليلًا علميًا شاملًا مدعومًا بالأبحاث الطبية الحديثة حول تأثير عشبة كف مريم على الكبد، وسنناقش ما إذا كانت تشكل خطرًا على صحة الكبد، أو على العكس، تقدم فوائد محتملة له.
أولًا: نظرة عامة على عشبة كف مريم
✅ الاسم العلمي: Vitex agnus-castus
✅ الأسماء المتداولة: كف مريم، شجرة العفة، الفيتكس
✅ أجزاء النبات المستخدمة: الثمار، الأوراق، الزيت العطري
✅ الاستخدامات التقليدية:
- تنظيم الهرمونات الأنثوية
- علاج اضطرابات الدورة الشهرية
- تخفيف أعراض انقطاع الطمث
- دعم الخصوبة
- الحد من حب الشباب الهرموني
تركيب عشبة كف مريم الكيميائي
كف مريم تحتوي على مجموعة من المركبات النشطة، أهمها:
- فلافونويدات (Flavonoids) – مضادة للأكسدة
- إيريدويدات (Iridoids) – مضادة للالتهاب
- زيوت طيارة (Essential oils) – لها خصائص مطهرة
- Diterpenes – تؤثر على مستقبلات الدوبامين
- Agnuside وCasticin – مركبات رئيسية فعالة
هذه المركبات هي التي تمنح كف مريم خصائصها العلاجية. لكن ما علاقتها بالكبد؟
الكبد: العضو الحيوي الأكثر حساسية للنباتات الطبية
الكبد هو المختبر البيولوجي في الجسم. أي مادة تدخل الجسم، سواء كانت طعامًا أو دواءً أو عشبة، تمر عبر الكبد لتُفلتر وتُحلل.
لذلك، فإن أي مركب كيميائي قوي – حتى لو كان طبيعيًا – يمكن أن يكون له تأثير إيجابي أو سلبي على الكبد حسب:
- الجرعة
- مدة الاستخدام
- طريقة الاستهلاك
- حالة الكبد الصحية مسبقًا
- التداخل مع أدوية أخرى
هل تسبب عشبة كف مريم أضرارًا للكبد؟
🔍 وفقًا للدراسات المتوفرة حتى تاريخ كتابة هذا المقال، لا توجد أدلة علمية قوية ومباشرة تثبت أن عشبة كف مريم تضر الكبد لدى الأشخاص الأصحاء عند استخدامها بجرعات معتدلة.
لكن دعنا نفصل المسألة بدقة من خلال:
✅ أولًا: ما تقوله الدراسات الطبية
دراسة في Phytomedicine (2015):
قامت بتحليل تأثير مستخلص كف مريم على الفئران ولم تُسجل أي مؤشرات لرفع إنزيمات الكبد أو حدوث تسمم كبدي عند الجرعات العلاجية.
تقرير السلامة الصادر عن EMA (الوكالة الأوروبية للأدوية):
لم تسجل تقارير رسمية عن ضرر كبدي مباشر مرتبط باستخدام عشبة كف مريم ضمن الجرعات المقننة.
مراجعة علمية في Toxicology Reports (2021):
ذكرت أن معظم حالات السمية الكبدية المرتبطة بالأعشاب كانت ناتجة عن أعشاب معينة مثل "الكافا" أو "السنفيتون"، ولم تدرج كف مريم ضمن الأعشاب المشبوهة في السمية الكبدية.
❗ ولكن: بعض الحالات الفردية سجلت مشاكل محتملة
رُصدت حالات نادرة جدًا لأشخاص استخدموا مكملات تحتوي على كف مريم وأبلغوا عن:
- ارتفاع طفيف في إنزيمات الكبد
- الشعور بثقل أو ألم في الجانب الأيمن العلوي من البطن
- اصفرار الجلد (نادر جدًا)
ولكن لم يُثبت أن كف مريم وحدها هي السبب المباشر، فقد كانت المكملات تحتوي على مكونات أخرى مثل:
- فيتامين B6
- عشبة القديس يوحنا او القديسين (St. John’s Wort)
- مستخلصات أخرى
كما أن معظم تلك الحالات اختفت الأعراض فيها بعد إيقاف المكملات، ولم تُحدث ضررًا دائمًا.
متى يُحتمل أن تضر كف مريم الكبد؟
قد تُشكّل خطرًا على الكبد في الحالات التالية:
- الاستخدام المفرط أو العشوائي لفترات طويلة دون انقطاع
- الخلط مع أعشاب أو أدوية أخرى تؤثر على الكبد مثل بعض مضادات الاكتئاب أو المسكنات
- وجود أمراض كبد مزمنة مسبقة مثل التهابات الكبد الفيروسية أو الكبد الدهني
- تناول مستحضرات غير موثوقة أو تجارية مغشوشة تحتوي على شوائب كيميائية
التفاعل مع الأدوية وتأثيره على الكبد
كف مريم قد تتفاعل مع الأدوية التي يُستقلب تأثيرها في الكبد، خصوصًا:
- أدوية تنظيم الهرمونات (مثل موانع الحمل)
- أدوية الكبد
- أدوية الأعصاب التي تؤثر على الدوبامين
لذلك، يُنصح بعدم استخدام كف مريم مع أدوية دون استشارة طبية، خصوصًا لمن لديهم أمراض كبدية.
هل لكف مريم فوائد للكبد؟
رغم عدم وجود دراسات كثيرة، إلا أن بعض الباحثين يشيرون إلى أن مركبات كف مريم:
- قد تحمي الكبد بشكل غير مباشر من خلال تقليل الالتهابات الهرمونية
- تعمل كمضادات أكسدة تحمي خلايا الكبد من الجذور الحرة
- تساهم في موازنة الجهاز العصبي والغدد الصماء ما يخفف الحمل على الكبد
إقرأ أيضا : فواءد عشبة كف مريم
رأي الطب الحديث والمصادر الرسمية
- منظمة الصحة العالمية (WHO) لم تصنف عشبة كف مريم كمادة ضارة بالكبد.
- EMA صنفتها كمكمل آمن نسبيًا عند الاستخدام المقنن.
- PubMed يضم أكثر من 300 دراسة عن عشبة كف مريم، معظمها لم يسجل سمية كبدية.
إقرأ أيضا : طريقة استعمال كف مريم للحمل : العشبة السحرية التي جعلت الآلاف أمهات
نصائح استخدام كف مريم بشكل آمن دون الإضرار بالكبد
✅ استخدمها بجرعات معتدلة (300-500 ملغ يوميًا من المستخلص الجاف)
✅ لا تتناولها أكثر من 3 أشهر متواصلة دون فترة راحة
✅ اشترِ مستحضرات موثوقة وعالية الجودة
✅ لا تخلطها مع أدوية كبدية أو هرمونية دون استشارة
✅ أوقف استخدامها فورًا إذا شعرت بأعراض مثل اصفرار، حكة جلدية، غثيان، أو ألم في البطن
خلاصة المقال
عشبة كف مريم تُعتبر من الأعشاب الآمنة نسبيًا لمعظم الناس، ولا توجد أدلة علمية قوية على أنها تسبب ضررًا مباشرًا للكبد عند استخدامها بشكل مقنن. ومع ذلك، يُنصح بالحذر في الحالات التالية:
- إذا كنت تعاني من مرض كبدي
- أو تتناول أدوية حساسة للكبد
- أو تستخدم العشبة بجرعات كبيرة لفترات طويلة
في النهاية، يبقى الاستخدام الواعي والمبني على معرفة علمية هو الطريق الأمثل للاستفادة من الأعشاب الطبية دون الوقوع في مخاطر غير محسوبة.
إقرأ أيضا : دليل شامل: كل ما تحتاج معرفته عن عشبة كف مريم